صوفية تتعبد في محراب ليل طويل .. مستمر
و جفاء غريب يداخلها .. اهي هاربة من حقيقة
!
كيف ذلك و هي التي تنهك عقلها في اللهث وراء الحقيقة
؟
ضعف دسيس يتسلل .. و خزانة مغلقة تزداد انغلاقاً
ها أنا أعود حارقة أعواد بخور غالية .. علها تفتح لي باباً .. فسحة من ظلام اندس بها
و أغمر نفسي كتابة .. علي أجدها بعد هذا الشتات المؤلم
أشعر أنها هناك .. لا ليس مجرد شعور .. أعتقد أنها هناك
.. و العقيدة أغرس من الشعور المتقلب حسب المزاج
موقنة أنها هناك .. و اليقين أصرح الإيمان
.. هي هناك داخل خزانة الليل .. في ابتهال صاخب وهاج
لكني لا أسمعه .. و هذا ما يطحنني خوفاً من أن استحيل غباراً
يتطاير حين تغافلني هي و تقتح الخزانة .. فأنتثر و لا يصبح لي قرار
أشعر بأن روحي مريضة .. أو أنها في الطريق إلى مكب ما
.. أخسرها في اللحظة التي تقرر الطيران هبوطاً فيه
متجاهلة كل محاولاتي للإنقاذ .. و لا تلتفت إلي
بل تغوص
!
و لا أزال استرق السمع .. لتلك الصوفية الزاهدة .. التي باغتتني فابتعدت بعداً لا أطيقه
بعداُ فتح معابراً للجبن و الضعف .. و الهشاشة
هشاشة لدرجة الذوبان في كل شيء .. إلا أنا
!
عودي إلي .. مع ليلك الذي أحب سكونه الحاني .. أحب وحشيته الرائقة .. لونه الأساسي الثابت أبداً
أحتاج لصوت تلك الابتهالات .. لرائحة القوة .. لذائقة الحياة
للحقيقة .. التي أعشقها في كل مساراتي و بيوتي و خزائني
أحتاج .. لذلك النبع الحي المتدفق
و لن أكسر الباب .. و لن تفتحيه
لست من الغجر و لو ادعيتي الثورة و الفظاظة و الرحيل
.. فـللغجر أوطان
و انتي .. لك وطن واحد
لم أهادن أحدا كما عهدتني .. لكني مللت البشر
فعدت لصمت يحفظ لي هيبة أفكاري من التبرير و الشرح و محاولة الاقناع
لم أصمت عن الحق .. رغم أنف السلبيين حولي
و أحداقهم الباردة الزجاجية تدور حولي لتنفي علاقتها بالمكان الذي يجمعني و هم
لا أزال اشبهك .. او كما يحلو لي الظن
!
رسائلي لك لن تتوقف
لن أكسر الباب .. و لن تفتحيه
فقط عودي إلي لأنصت لك بنهم يعيدني إلي
فقد أفزعني هذا الاغتراب
.
.
.