ameeen !!

اقف امامك مشدوهة

تلجمني بهيبتك

اقف .. بسكون بالغ

يصل مداه الى كل ملامح وجهي

فورة المشاعر .. تثور .. من نظرة وحيدة .. الى المصابين به

انتقلت الى رحمة الله تعالى .. احدى السيدات الفاضلات من المعارف القراب .. بعد معاناة طويلة من المرض

وصلني الخبر .. على الغداء .. فتحجرت الدموع .. و انسدت النفسية

تراءئ لي حالها .. في عرس بنت عمي .. روحها المرحة .. اناقتها الناعمة .. فرحتها ببناتها

ثم .. اخر مرة واجهتها فيها .. ولادة بنت عمي نفسها .. نفس الناس .. انا .. و البقية

اتت هي .. عباءة سوداء .. تمشي .. بضغف و هزال باديين .. وجهها .. مختلف .. كبرت مئة سنة عن قبل ثلاث سنوات مضت

نظرت اليها .. و لا اريد ان اطيل النظر .. لم اعرفها .. الا عندما رأيت ابنتها

توجهت بسرعة للسلام عليها .. رفعت عينها .. هذي نورة .. ما شالله ما شالله يا حلووها شلوونج حبيبتي

هنا .. اعتقد اني مت و حييت .. تسألني شلوني ؟؟ انا .. اهتمت و كلفت نفسها السؤال

الله يرحمها

نفستي المختنقة .. و ذكريات الطفولة التي طفحت فجأة .. شببها عنف احساسي بالحزن

لم اعش معها .. رأيتها مرات عديدة .. انسانة .. محبوبة .. بأخلاقها و طيبها .. تدخل القلب من ابتسامتها

تحادث الكبير و الصغير .. يكفي انها تذكرني من بين جميع البنات الاخريات

............................

زحمة الناس و السيارات امتدت حتى الشارع الرئيسي

خفق قلبي .. اعتقدت انها من علامات صلاح المتوفي .. ان شالله

نساء .. بنات .. كل الاعمار و الاشكال .. وصلنا .. سلمنا .. اختها الكبيرة .. من رافقتها في كل يوم

حتى في سفرها الى باريس للعلاج .. كانت معها .. ضممتها بقوة .. عظم الله اجركم

يا ترى .. هل انتهت صلاحية الكلمة .. واختفى اثرها .. بعد كل هذه التعازي .. و في ثاني يوم من العزاء

وصلت الى ابنتها .. سلمت عليها .. بكيت انا .. فشهقت هي .. بصوت .. مزق بقايا صمودي

تعبت من السلام .. وجوه لا اعرفها .. بدأت اصافح .. حتى شدتني امراة كبيرة في السن .. فقبلتها على رأسها و مضيت

الناس .. البعيدة عن اهل العزاء .. تكلمون بحرية و انطلاق .. و انا .. عيني متسمرة .. في نقطة واحدة بعيدة

ابنتاها الواقفتان مع النساء .. تتقبلان التعازي .. في والدتهما التي غابت

اتعب من التركيز .. فاقلب نظري بالمنزل .. عسى ان ترحمني الدموع

فتزيد .. اختارت هي الاثاث .. و الديكور .. و الاكسوارات .. تركت البيت بمن فيه

الله يرحمها

امي و خالتي .. في امامي .. لمحتني الوالدة .. و التفت بعد حين .. يالا نورة نمشي

قفزت من مكاني .. لان وجودي .. غير مهم .. اردت ان اقول لابنتها .. اني احب امك .. لم اتي لاني مجبورة

ان لا تحزني من عدم مراعاة البعض لمشاعركم .. فالكثيرين يخرجون بوجوه محتقنة .. حمراء .. باكية

ان المرض تخفيف لذنوب العبد .. و ابتلاء من الله لمن يحب .. فهي طهور ان شالله

لم اتسطع ان اصبغ تعازيي بحرارة عواطفي الصادقة لهم جميعا .. الزحام .. و ضغف العلاقة .. تجعل الامر غير مقبول

بالسيارة .. امي و خالتي .. يتحدثون .. و سوالف .. و كأن المشهد السابق .. فاصل .. بلا معنى

لا اشكك باحساس الاخرين .. لكن .. ما رأيته .. ضايق فيني الشيء الكثير .. و بقي في خاطري اكثر

اثر على نفسيتي .. و تفكيري .. لكنني اظهرت العكس تماما

مع صديقتي في احد المطاعم .. حاولت ان اعبر لها .. فلم تسعفني اي كلمات .. و لم يصل المعنى

احتاج ان اتعلم السكوت .. كما كنت سابقا .. فعجزي عن التعبير .. و عظمة الموقف .. تذرف دموعي

امام الناس .. لم اخجل .. رغم اني اطرقت برأسي .. كي املكها

الى الان .. اجد كل اللغويات المعروفة .. بسيطة .. تافهة .. امام ما اختلج في صدورهم

واقفين .. مع الناس .. و كلهم اسى و حزن .. و انكسار .. و هم

وواقفين .. يسمعون نفس الكلمات .. و يرددون نفس الرد

اللهم ارحمها .. برحمتك يا من وسعت رحمتك كل شيء

اللهم امسح على قلوب اهلها .. و الهمهم الصبر و السلوان

و ارحم موتانا و موتى المسلمين

" كفى بالموت واعظا يا عمر "

فاتعظي يا نفسي .. كنت في قلب الحدث