يولد الصغير .. او الصغيرة .. المهم طفل .. وافد جديد الى هذه الدنيا .. و قد يشاركه هذه اللحظة مئات الوافدين
في عائلته ... يبكر و ينمو و يشب ... متشربا افكارهم ... عقيدتهم ... قيمهم ... و عاداتهم كلها ... يخزنها في ذاته
و يتصرف على ضوئها ... حتى لو انكر ذلك ... او اصر على عدم تأثير اهله على اي من سلوكياته
حقيقة ... لا اقدر المتدين ... مثلا
الذي ولد في بيت متدين ... لانه لقن هذا الامر ... لو يسعى له
و عادة ما يكونوا متعصبين لانفسهم ... و أفكارهم ... كما غالبا ما ينظرون للجميع نظرة تشوبها الفوقية
فهم اشباه الملائكة ... اقرب الاقوام الحاليين الى الكمال
اتكلم انا من خبرة في هذا الوسط ... و بعد اختلاط عميق بهم
انا مثلا ... محظووووظة جدا و جدا جدا ... تأسست صح ... قواعدي عميقة ... لكنهم سمحوا لي ببناء نفسي
اختار الطريق الذي افضل ... انا ... لم اجبر على الطاعات ... الان اختارها و اتلذذ في ادائها ... لا اقصد الفروض بل النوافل
لم اضطر كزميلة لي ... الى اخفاء شريط ميامي ... عندما كنا بالمرحلة المتوسطة لاني امي ستغضب مني
لا ادعو الى الانسلاخ عن الدين ... لكني مقتنعة تمام الاقتناع ... بأنك لو اجتهدت في الاساسات ... ثم اكتفيت بالاشراف
لكان طفلك الذي احتضنته يوما و هو بطول ذراعك ... مدعاة فخرك ... لنجاحه كإنسان متزن ... واعي عاقل
لن ينتظر حتى يقوى عوده ... فيتمرد على قوانينك و قيودك ... خاصة بالمسائل الدينية
فهي بغض النظر عن كونها من المسلمات ... الا انها تحتاج في تطبيقها و الاخلاص فيها ... الى قناعة كاملة
و من نخدع حين نقول انك بإجباره على سلك طريق محدد ... انت تراه الاصح ... يجعله مستمرا و ملتزما به
حتى بعد زوال تأثيرك و تأنيبك ... اكرر ... ما اقصده هو نوعية الفكر الذي تضخه الى طفلك
لا تجعل منه متعصبا .. لا يرى الصواب الا فيما يفعل .. قد خلقه الله بعقل عظيم جبار .. فلا تأتي انت و تغلق كل نوافذ هذا العقل
و تقفل الابواب فيه .. لن يعيش سعيدا .. ان لم يجرب ما يظن انه افضل .. قد يعود لما اقترحت انت .. او يهوى دربه الجديد
تأكد ان النهاية واحدة ... سواء قرر الان ... او بعد حين
في منزلي الجميل ... و بين عائلتي الرائعة ... الحرص على الفرائض و العبادات موجود ... لكن لم ارى والدي يسحب احد اخوتي
و يجبره على الصلاة ... طبعا اخوتي صغار ... لكن اسمعه يحذرهم ... بحرمانهم من البلاي ستايشن مثلا
لم يقل لي ... لا تسمعي الاغاني ... لم يقل لي احد ذلك ... اكتفى والدي ... بكونه قدوة ... و ذكر حرمة الشيء متى
ما كان الموضوع مرتبط بما افعل ... حتى دون توجيه تهمة لي او حقيقة قيامي به
لم يعلق على ملابسي ابدا ... قالها مرة واحدة ... في اشارة الى تمنيه ان البس عباءة ... كنا في الاوتيل في مكة المكرمة
و انتظرني هو في اللوبي ... لم يعرفني ... يباااااا يالاااا نروووح ...؟ قال ما شالله ما عرفتج ... الله يحفظج حلوة عليج العباة جنج اميرة
و انا اميرة ... هذا ما اشعر به
اذا كبر ابنك ... و كان تافها ... او منحلا ... او اي مصيبة اخرى ... تأكد انك قصرت
قد اثرت نفسك ... طلعاتك ... ربعك ... حياتك عملك ايا كان عليه في فترة من فترات حياته
لو تتسخر له ... كي تجني ثمار تعبك ... لانه الله سبحانه لا يضيع اجر من احسن عملا
او انه ابتلاء من ربك ... و لا يبتلي الا من يحبه ... فهنيئا لك
ارى الاطفال من حولي ... او من كانوا اطفالا ... بلا هوية ... او بهوية ... لو يتعبوا ليجدوها ... لذا اجزم بانهم فاقديها يوما
يجب ان تختار انت ... كي تستمتع ... و يكون لك الحق حينها ... ان ترى الناس اقل منك او اعلى
بداية المقال ... عن من يظنون انهم ملائكة من البشر ... لا تكن ملاكا ... و لا تجعل هذا هدفك
انت انسان ... اذا رفضت حقيقتك الاولى ... لا تتعب في البحث عن نفسك اذا