و كحال كل رحلة .. لابد ان تنتهي
و نعود
.
.
ترحل بنفسية ما .. بمشاعر معينة .. بأفكار خاصة
و ترجع .. بكل شيء اخر غير ما ذهبت به
لذلك احب السفر .. فأنت كمن يشتري لوحة جميلة متقنة
و يعلقها في اجمل موقع من بيته
مضيفا تلك القيمة الجمالية الجديدة .. و مجددا لجمال قيم بلا شك
على الاقل في نظرك انت
و انت كمن يختار ابدع المشاهد من فلم عالي الجودة
ليدمجها بطريقته الخاصة .. بفلمه الشخصي الفريد
أحب السفر .. و تأمل وجوه المارة .. و أحاديثهم
أتخيل .. حواراتهم .. عمق علاقاتهم .. ظروف حياتهم
و ارجع .. انسانة بدرجة أعلى
.
.
هناك مطارات نظيفة .. بموظفين متعاونين
تسأل من تشاء منهم .. أيا كان منصبه .. فيرد بكل احترام
و قد يعرض عليك الذهاب معك لمكانك المنشود
هنا .. مطار متهالك .. لم ييأس احد حتى الان
من محاولات انعاشه بالترقيع
و التوسيع .. و التبليط و التصبيغ
!
و موظفون .. قليلو الحرص على واجهة بلد هم أول من يعرضها
!
كل هذا لا يهم .. المهم هو ذلك الموظف العسكري
الجالس على كرسيه .. في اخر محطة قبل استلام حقائبك
و قد بذل كل جهده .. و حتى طاقته في الايام التالية
ليبقض على عضلات وجهه بطريقة بشعة مكفهرة منفرة
!
يأخذ الجوازات بعنف .. يتصفحها بسرعة و هو مشمئز من شيء فيها او فيه
ليردها بذات الفظاظة التي أخذها بها
المحزن و المؤسف .. هو صوته العالي و طريقة نهره للآسويين خاصة
شيء مشين معيب .. يصرخ كأنهم قطيع من الماشية
يتكلم بتعالي يفوق الوصف
يأمر بإلتزام الدور .. بأسلوب بشع جدا جدا جدا
بين هيـــه انت .. و يــــالا ردي هناك
تاه الشعور .. تمنيت لو كان موقفي اقوى
و اكثر ايجابية
يخطأ احدهم فيدخل مسرعا متجاهلا فرعون المطار .. فيهستر الاخير
و يخطف جوازه .. ليرميه على الطاولة امامه
يستعطفه الرجل .. انا اول مرة يجي انا ما يعرف
يتجاهله ليصرخ اخيرا .. اوقف وراااااااااااااا
من اعطاه الحق ليعامل البشر بهذه الطريقة ؟
لماذا سلوكه مبرر .. و طبيعي و عادي في نظر الكثيرين حولي فلم يلفتهم سوء خلقه
؟
تطلبه سيدة كويتية ان يهدي شوية .. فيقول يا خالتي هذيل حرامية والله حرامية
و هم وقوف امامه .. يسمعون و يشعرون و طبيعي يتألمون
!!؟
ان تسمح لك نفسك .. بإهانة البسطاء
على هذا النحو .. و بطريقة رسمية ايضا
لهو دليل على ضعف شديد فيك .. و انعدام شبه كلي لانسانيتك
و سيأتيك يوم .. ترد فيه الى حجمك و قدرك
!
بين هناك .. و هنا
تجد الفرق الهائل .. في الانسانية
كم ازعجني ذلك المشهد .. و ازعجتني سلبيتي القاتلة فيه
:(