to THE room !

يدرك انه بمجرد ولوجه الى الغرفة .. مصيره يتعلق

.. بين كلمات و حروف .. من هذا و ذاك
صعب .. صعب و لن استطيع تحمل الألم هذا كله جرعة واحدة

غرفة الإهانة .. غرفة الإذلال ..

غرفة .. كغيرها من الغرف .. لن تجد من يصفها لك .. فكل من يدخلها .. يخرج منها .. بلا انسانيته

.. و ليس غير الانسان من يقدر على الكلام
غرفة .. يحاسب فيها .. على كل ما عمل .. و ما لم يعمل

.. حيث يكون مسؤول عن ما كل ما قال .. و كل ما لم يقل .. يعترف بكل ما يعرف و ما لا يعرف

يقتله سؤال صعب .. لا يعرف إجابته
هل حقا سأتغير .. بعد انتهائي من هذا اللقاء المشؤوم ؟؟

ترد عليه نفسه .. و تثير هما فوق الهم

بالتأكيد .. انظر الى رفاقك .. هذا سالم .. واجم شارد .. منذ شهور

.. لا أحدث يعرف ماذا جرى معه تلك الليلة
يحاول ان يشتت الخوف القاسي الذي زلزل جوارحه
ماذا عن .. أبي هيثم .. قد ظل مبتهجا .. بل أكثر ابتهاجا .. حتى انه لا يصمت أبدااا
قلتها بنفسك .. لا يصمت أبدا .. لقد جن الرجل و ودع عقله في تلك الغرفة

يااا الهي .. يا رحمن .. لست بسالم و لا بأبي هيثم

انا شاب لم أرى من الدنيا .. الا الشيء اليسير

.. ربي لا تحرمني لذة لقائك دون دعوة رجل الى دينك الحق
ربي ليس لي سواك .. انت العالم بكل شيء .. يا قادر.. يا قوي

.. اعني على ما سألاقي بعد حين

.. ان كانت اخرتي فيها .. فأكتب لي احسن خاتمة
رااااااااائد
راااااااااااااااائد عبدالرحمن
انت يا غبي يا مسطوول .. غيرت اسمك ؟؟

ينبه محمد.. رائدا .. و يهمس

.. رائد المجرم يصرخ باسمك منذ ساعة .. الحق على نفسك
ينتفض رائد .. يأخذ نفسا عميقا .. فقد كان في عالمه الاخر

.. تدور حدقتيه .. في جدران.. سقف

و أرضية رمادية قذرة
كيف كنت انام عليها طوال هذه المدة ؟؟ و لماذا لا اشتم رائحة للشمس حتى ؟؟
تأمل .. و جال بنظره و خاطره
يا ترى كيف سأعود ؟؟ او من الذي سيعود ؟؟

اخر نظرة ..على المكان

محمد .. انسان رائع .. باسم .. به حكمة .. اصيلة .. طبيعية .. ثقافته عالية
غريب ؟؟ كيف لم أسأله عن حياته .. دراسته ؟؟ عن أهله ؟؟ اعرف اسمه فقط
من الافضل ان لا أعرف .. لو عرفت .. لاختلفت نظرتي بالتأكيد

ما اجمل ان تعاشر الاخرين بتجرد

.. دون الحكم عليهم .. على جذورهم .. أصولهم .. بيئاتهم

أو غيرها من المعايير الانسانية الكثيرة
نظرته لمحمد .. اجبرت الاخير .. على الابتسام
لقد همس بشيء .. حركة شفتيه تقول ..أحبك يا أخي في الله
يـــــــــاه ... الحمدالله ... فأنا في ظل الرحمن سبحانه .. يوم لا ظل الا ظله
الحمدالله .. هااا قد ارتفعت معنوياتي .. و احساس غامر يجتاح كياني

لكن .. كيف سيراني محمد بعد عودتي ؟؟ هل يحفظ لي هذه الأخوة ؟؟
ام ينسى كل حواراتنا و نقاشاتنا و عالمنا المشترك بين هذه الجدارن الخانقة لأي حلم و أي امل

كانت هذه احاديثنا .. بين حلم .. و يقظة

نجتاز .. بخيال بسيط .. هذه العوازل كلها

لماذا الخوف ؟؟ رائد .. اسم قرر له الشموخ .. لا يهمني شيء .. لا أعرف أحدا هنا
حتى محمد .. لا أعرف لماذا كان معي ؟؟

عشنا في جو بارد .. غامض .. يجن منه أعقل العقال .. و يضيع فيه اثبت الرجال

رحمتك يا ربي .. ابقت على هذه البقايا من تفكيري .. بما تحمل من ذكريات

اعود اليها .. منفصلا عن هذا البئر القذر

يالذكائهم !! أغرقونا بخوف عظيم .. خشينا الموت من كل همسة .. و اي نظرة

أرهبتنا حتى فكرة ان نسأل .. لماذا نحن هنا ؟؟
كلهم .. هل من المعقول ان الجميع يجهل السبب ؟؟

ام انا فقط الذي غاب عن وعيه في وضح النهار .. في طريقه الى عمله

و وجد الظلام .. لا غير .. منذ ذلك اليوم
هو الخوف اذا .. سلاحهم .. و حليفهم ضدنا

اليوم .. و كل يوم .. يمر .. أخسره بلا عودة .. من حياتي التي لم تتعدى 27 عاما

كل هذه الخواطر .. ملأت رأس المسكين .. لا ليس مسكين .. يرفض هذه الكلمة .. منذ صغره
أشغلته عن الشيطان الذي يهول له الموقف و يضخم الرعب في نفسه المسكينة .. هي مسكينة

.. أما هو .. فقد كان رائدا .. و يطمح للريادة
لم يكبل بالسلاسل ... لم يعذب بالسياط .. كان قهرا من نوع أخر .. اهانة مختلفة

.. تجعل الرجل ..كارها للحياة
يولد العزيز عزيزا .. و قد يولد فقيرا .. كذلك .. عندها تتعقد حياته

عزة نفس و ضيق حال

!!!

يلتفت رائد الى مرافقه المجهول

.. سؤال يجده المجهول سخيفا و احمقا لدرجة تجاهله للأمر كله
هل تعرف من يكون محمد ؟؟
و يضحك .. كيف تعرفه .. و انت تجهل من تكون

.. و تقبل ان تطوع .. و تسوق الرجال كالبغال .. لغرفة حقودة
يضحك .. و ترسل له صفعة قوية شديدة
اخرس و امشي
ها انا اصفع .. و لم اصل حتى للغرفة .. كيف اذا لو وصلت ؟؟

دب الخوف .. ذلك الخوف الفطري .. من الألم

و ضاعف تركيزه .. الخوف المبرمج .. المدسوس في جو هذا المبنى الغريب

هل كان هذا مشفى عام ؟؟ تصميمه يوحي بذلك .. ممرات طويلة .. و غرف على الجانبين
يـــــــاه .. حيرتي .. تقتلني

ما أطولك يا ممر .. يا اغبى ممر .. و انا اغبى من مشى فيك
ترى .. كم شخص عولج و تعافى و سلك هذا الممر صحيح البدن بعد ان كان أدخل محمولا من الوهن

على فرض انه كان مستشفى

.. قبل ان يكون .. اممم اهو هذا المكان حقا ؟؟ ثقيلة احرفك يا كلمة .. تخنق روحي
لن الفظها .. اخاف
ترى .. كم تحطم بشر .. و كسرت نفوس .. عبرت هذا الممر
ممر .. يوازي حال الدنيا في أحداثه .. سبحان الله