Saturday, December 09, 2006

part 2 ..

مطر .. هندية .. و بهار
---
خمسة أشهر .. هي المدة التي قضتها .. رنا .. في غربتها .. اقتربت من نفسها كثيرا

و تعرفت على شخصيات غريبة .. تماثل هذه الرغبة الباردة


فريدة تلك السيدة العربية القوية .. جارتها الأقرب
.. و معينتها في مسائل الطبخ
! هي و أطفالها الأربعة .. أحبتهم رنا .. و فتحت لهم قلبها .. أي بيتها

فريدة بمفرداتها الصعبة .. و في طريقها الذي اختارت لتحيا حياتها

بلا زوجها
.. قد .. اختفى فجأة لا بل أخفي من على الدنيا ان صح التعبير
و هي في اخر شهور حملها ..هكذا تعيش هذه الفريدة
.
هي من بلد عربي .. يضخ النوابغ .. خارجه .. و يغرق داخله بالدم
.
.
في كل لقاء غير مرتب .. بينهم .. تحادثها عن قصتها
حفظتها رنا .. تماما
و لا تزال .. تنبهر و تتفاعل معها .. كأول مرة
.
.
ففريدة .. تعالج نفسها بالحديث عن ذلك الماضي.. و الواضح ان جروحها لم تندمل
تكرار نفس الأحاديث .. يؤكد على ألم هذه السيدة القوية
بها .. تتذكر الوطن .. و غاليها الغائب
.
.
الجميل .. انها التقت زوجها .. و كلاهما لم يتجاوز الرابعة من العمر
جيران .. و زملاء دراسة .. كبرا معا
.. و عندما تقدم لخطبتها .. رفض الطلب

دائما ما تفقد رنا التركيز .. في هذا الجزء

قالت عشائر ؟؟ ام قبائل ؟؟ ياااااااه .. قد قفزت الى مشاهد لاحقة
.. لن استطيع سؤالها
دائما تنطلق و كأنها تكلم نفسها
متأكدة لو صدحت بالغناء الان .. لن تهتم
بل ستكمل الحديث بطبقة صوتية اعلى
!!!

.. تفاصيل تافهة .. تصعب الحب .. خاصة على المحبين الحقة
في كل مكان .. تقف امامهم عوائق تخص عالمهم
.
.
.. كلنا عرب .. نعم استصعب لهجتها
لكن المثير ..اننا نمارس الاستبداد ذاته
.. على مشاعر الاخرين .. بل حتى على مشاعرنا

.
.
تصرخ فريدة فجأة .. فتقفز رنا : فريدة أفزعتني
!!!


فريدة : ولدت بنتي .. و المدينة كلها نائمة .. و انا وحيدة
ياااا ربي .. مصيبة كانت .. و أولادي نايمين
.
.
هربت .. فريدة مع حبيبها .. بعد ان حطم اهلها كل أمل .. تزوجا .. و تمت الهجرة

لم يكن زوجها معارضا لامعا .. لكن .. كتاباته كانت حادة و مزعجة للسلطة في بلده

تصر فريدة .. على انها رأت خاطفيه

كل صبح
.. نطل عليه انا و العيال من الشباك
.. نحب رؤيته.. يمشي كبير بين الناس
كانت سيارة .. تحاذيه .. خفت كتير
.
.
و تبدأ حفلة البكاء
فريدة .. تروي حادثة الاختطاف
.. التي تدعي انها رأتها عن بعد من النافذة
.. و دموعها كالسيل
.. الحقيقة ان عقل فريدة .. صور لها كل هذه القصة
.. لان الواقع اشد و اقسى .. فزوجها خطف .. نعم .. لكن تم ذلك امام عينيها
و سحب من فراشها
.. و هي جامدة .. زرقاء .. من الروع
كيف لا ..و قد رأتهم.. زوار الفجر بأم عينها
!!!!!


رنا .. تبكي .. لبكائها .. و تبكي وحدتها .. و شوقها لأهلها
يا لأنانية الانسان .. حتى مشاركة الهم فيها أنانية
.. أرثي لحالها .. و أبكي على حالي
هل كلنا يشعر .. انه الأكثر حزنا بالكون ؟؟
لما لا نخلص حتى بالأسى على من نهتم ؟
.
.
.. هل لابد من ذاتية حارقة للحظاتهم الخاصة
و خلط مريض بمسائلنا الذاتية .. اووووف .. أنانية طاغية
.
.

لا تبكي الا مع فريدة .. أما في بقية الايام .. فحالها .. أفضل .. بكثير
و تأتي فريدة .. فجأة
.. لتغسل كلاهما .. روحا .. و قلبا
.. كل على حدة ..يجمعهما المكان و الدمعة الأولى

.
.
فريدة .. خسرت وطنا.. و أهلا .. و زوجا
اختارت بجرأة ساحقة .. اول خساراتها
..و صَعقت كل احاسيسها أُخراها ..تلك التي بدأت رحلة الخسارات من أجلها
أجبرت هي على خسارتها .. كسرت فريدة بعد حبيب عمرها

حزن اسود .. يحيط بعينيها .. و سمنة شديدة .. تداري بها ضعف قلبها ..
الذي تقول
لا اشعر حتى بنبضه .. حمدا لله .. على هؤلاء الملائكة

مشيرة الى اولادها

عندما تصل اليهم
.. تتحول ملامحها من القوة الغريبة .. الى الخوف المغلف باتسامة
و تتسمر .. كل تقاطيعها .. تراقبهم

تصدقي يا رنا .. ملوا السؤال عنه !!؟؟ انا من يذكرهم به !!!؟
حسبي الله على اللي كان السبب

.
.

فريدة .. تعيدني الى حقيقة .. تفاهة حياتي
الخالية من أي هم .. حتى انني اخترت غربتي هذه
.. كي احرك مياه راكدة في رتابة ايامي

و هي .. تعيش كل البهدلة .. في بيتها .. الخانق المتواضع جدا
.. و عملها المهين
و ها هي .. تقف قوية .. متحدية الدنيا
.. حزينة .. مكسورة .. لكنها .. لم ترى في السقوط خيارا مقبولا لها
.
.
تؤكد انها لن ترجع يوما .. رغم اتصالات اهلها التي لم تتوقف
.. عندما علموا بخبر اختطاف زوجها


لهم يد في كل هذا الشتات
.. محقة يا فريدة
لا تعاقبهم .. لكنها تثأر لحلم قدروا له الموت
.. و صارعت هي .. و هو .. لحياته
و كانت حياته الثمن
!
لن أعود .. لهم .. لو مات منهم من مات
تعلمين .. حتى عندما وصلت الى هنا .. انا من اتصل
.. كي يعلموا اني لا اخاف شيئا .. هو من رأى في الهجرة حياة افضل
.. اما انا .. لم اتعود الهروب لتحقيق حقوقي
.. التي شرعها الله .. قبلهم هم .. فليبلعوا سموم الجاهلية وحدهم
لا شيء مهم .. بعده
.
.
.

روحها متعبة لحد السقم .. هالها عجزها عن الحركة .. في لحظة عن اتيان اي فعل مفيد
تخشى الخوف ؟؟ و قد خفت يومها من الهمس .. هذا ما يشوش عقلها
هل تشعرين يا فريدة .. انك خذلته ؟؟ او تسببت نوعا ما بحتفه ؟؟
لن أجرؤ على سؤالها
.. تكفيني ثورة العاطفة التي تمحو اي تكرار في تفاصيل قصتها معه


اااه يا قلب هذه المرأة ..!! من حديد .. و ليس من حديد

لم يخطأ من أسماك فريدة



.
.
by the way .. i didnt like this part :/

6 comments:

Unknown said...

برافو خوش قصة
تصدقين يا باش مهندسة فى الغربة نماذج تجعلنا نخجل من كوننا كويتين ليس لشئ ولكن لقوة الاصرار لديهم للعيش والوصول الى اعلى همة
ونحن الذي توفر لدينا كل شئ
نغرق فى جيل ضائع
برافو مرة ثانية

Unknown said...

وانا اول تعليق:D

78o8eYa said...

روعه كالعاده

ولو إني أشوف هالجزء ابتعد عن البطلة و أصبحت فيه راوية

لكن ما أنكر روعته
يسلم قلمج المبدع دائماً
^_^

Alather said...

رائعة
محزنة
ومؤلمة


:\

طائر بلا وطن said...

يقول جبران .. بما معناه

وحده الألم قادر على توحيد البشرية
من خلال احساس الانسان بالانسان


تذكرت هذا المعنى و أنا اتابع الحوار
بين فريدة و رنا

:

Waiting :)

Nora said...

Mishari
-------
رهش ما عندي ؟! شنو تبي جائزة اول تعليق
;pP

لا تشوقني على الغربة ترى على طريف
;)
انا اشوف فيها تحدي .. امتحان لقوة الشخص .. و بيني و بينك ودي اختبر روحي
!!

تسلم .. برافوو عجبتني ترى






78o8eYa
-------
yaaaaay .. 3asaal entay ;*
رنا في رحلة .. مليئة بالمؤثرات منها قصة فريدة .. احتاجت ان تكون الراوية لترتيب افكارها .. ما عندها بلوق رنا هههههه

الله لا يحرمنا هالطلة الحلوة





Alather
-------
مؤلمة
!!
و اهيا خيال .. الواقع اشنع

مشكورة على الكلمات الطيبة
ابتسمي بس عشاني
;**




طائر بلا وطن
------------
وحدة الألم .. ممكن

لكن .. يظل الانسان اناني جدا

و انا بعد ناطرة
;D